عدد الرسائل : 16 رقم العضوية : 17 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
موضوع: غداً تتحدد هوية البطل والوصيف السبت أبريل 12, 2008 3:58 am
بعد أن انتهي الذهاب للفهود والذئاب.. ماذا عن الإياب؟
أين أخطاء المدربين وكيف السبيل لمعالجات تشمل القمتين؟
متابعة - صفاء العبد : بقدر ما كان الصراع مفتوحا الي اقصاه بين فرق المربع الذهبي في ذهاب الدور الاول لبطولة كأس سمو ولي العهد، بقدر ما كان كذلك ايضا بين مدربي الفرق الاربعة رغم ان ثلاثة منهم ينتمون الي مدرسة واحدة هي المدرسة الاوروبية وهم الفرنسي لوران بانيد مدرب ام صلال والبوسني جمال الدين موسوفيتش مدرب قطر والمغربي الدكتور حسن حرمة الله مدرب السد الذي يُحسب علي الكرة الفرنسية ايضا في حين ينتمي الاخر وهو البرازيلي باكيتا مدرب الغرافة الي المدرسة اللاتينية. والمؤكد هنا ان الصراع التدريبي هذا يمنح البطولة طابعا خاصا من الاثارة خصوصا وان كلا من هؤلاء المدربين كان قد اثبت، ليس في مباراة الذهاب فقط وانما قبلها في الدوري ايضا، انه يتمتع بالكثير من الكفاءة والقدرة علي تقديم الجديد باستمرار وهو ما يجعلنا اكثر ترقبا لما يمكن ان يحدث في مباراتي الاياب غدا لتحديد الفريقين المؤهلين لخوض مباراة قمة هذه البطولة والتي ستحدد هوية بطل هذه النسخة منها.
اجتهادات أم أخطاء..؟! ولكن، وعلي الرغم من التسليم بالامكانات الجيدة لكل من هؤلاء المدربين الاربعة، يبقي السؤال مهما جدا حول مدي نجاح او اخفاق اي منهم في مباراتي ذهاب هذا الدور من البطولة ومدي قدرة اي منهم علي مواصلة النجاح او معالجة الخلل في مباراتي الاياب اذا كان قد وقع بمثل هذا الخلل في لقائي الذهاب. لسنا هنا بصدد تقييم قدرات هؤلاء المدربين الاربعة، لاننا في الواقع ندرك جيدا مدي كفاءة كل منهم، لكننا نتحدث عن ملاحظات رافقت مباراة فرقهم في الذهاب وعن قراءة لما يمكن ان يفعله كل منهم ايضا في مباراتي الاياب. وربما يكون منطقيا ان نشير اولا الي ان الاخطاء في كرة القدم واردة جدا سواء علي صعيد اللاعبين او المدربين، وان الاشارة الي مثل هذه الاخطاء في حالة وقوعها لا يقلل من شأن هذا المدرب او ذاك خصوصا وان التجارب علمتنا ان كبار المدربين في العالم وفي اكبر البطولات العالمية يرتكبون احيانا اخطاء او زلات قد تكون غير متوقعة علي الاطلاق .. اضف الي ذلك ان ما نراه اخطاء فنية تُحسب علي المدربين قد لا تكون اخطاء من وجهة نظرهم وانما هي اجتهادات قد تصيب وقد تخيب مثلما يقولون .. وفي جميع الاحوال فانها ملاحظات نري ان تناولها قد يكون مفيدا ليس للمدربين وانما للبطولة ولحجم الاثارة التي نأملها فيها في المتبقي من مبارياتها.
تلك هي اخطاء باكيتا فبالنسبة الي الغرافة كنا قد وجدنا ان باكيتا قد فرط بامكانية الخروج بفوز اكبر من ذاك الذي حققه علي فريق قطر وهو (2-1).. والواضح في هذه المباراة هو ان باكيتا مازال مصرا علي تهميش الكثير من امكانات لاعبيه الحقيقية.. اذ لا ندري كيف يفسر تخليه عن مثل تلك المساحات الواسعة عند جانبي الملعب رغم انه يمتلك لاعبين يجيدون كثيرا التحرك فيها مثل عبد الحق العريف وفوزي بشير. فكلنا نعلم مدي خطورة العريف وبشير عندما تتوفر لهما فرصة التحرك في مثل تلك المساحات لا سيما وانهما يتمتعان بالكثير من السرعة التي يمكن استثمارها في الانطلاقات السريعة عند الاطراف وبالتالي تهديد مرمي الخصم بالكرات العرضية التي يجيد التعامل معها بمهارة عالية لاعب اخر في الغرافة وهو يونس محمود صاحب الموهبة الرفيعة في العاب الهواء.
ورقة يونس غير مستثمرة..! فليس سرا طبعا ان نشير الي ان اغلب اهداف يونس محمود التي سجلها منذ عدة مواسم كانت تأتي بالعاب الهواء وبكرات رأسية يتعامل معها بحرفية عالية مثلما يعرف الجميع.. ولعل ذلك هو الذي يجعلنا نتسأل هنا لماذا يصر باكيتا علي التخلي عن مثل تلك الامكانات من خلال تركيزه علي اللعب في العمق وتحديدا عبر الواجبات التي تناط بالعريف عندما يدفعه الي خلف المهاجمين وليس في مركزه الاساسي في الجانب الايسر من وسط الملعب.. ولماذا يفرط ايضا بالامكانات التهديفية الرأسية ليونس محمود عندما يحرمه من الكرات العرضية التي يفترض ان يغذيه بها العريف وبشير علي وجه التحديد من جانبي الملعب..؟! وحتي لو قبلنا هنا بأي تبرير او تفسير لباكيتا يبقي السؤال الاخر قائما وهو.. اليس من الاجدر بالغرافة ان يجعل من يونس محمود مثلا طُعما لدفاعات الخصم من خلال الانسحاب الي الاطراف ليسحب معه لاعب او اكثر وبالتالي تجاوز مشكلة تكتل اللاعبين في مساحات ضيقة وفتح الثغرات التي يمكن ان يمر من خلالها لاعبو الوسط الي المناطق الخطرة وتولي مهمة تهديد المرمي وخصوصا عندما يكون الخصم مثل فريق قطر الذي يلعب بثلاثة مدافعين وليس باربعة..؟
وماذا عن قطر..؟! اما بالنسبة الي البوسني موسوفيتش مدرب قطر، فمع اننا نعلم بان هذا هو اسلوبه الذي يتمسك به دائما، الا ان الاصرار علي اللعب بثلاثة مدافعين في مواجهة فريق يتمتع بامكانات هجومية وتهديفية خطيرة مثل الغرافة يتطلب امرين لابد منهما .. الاول ضرورة ان يؤدي لاعب الارتكاز دورا دفاعيا فاعلا وان يتجنب مغادرة مركزه او التقدم كثيرا لانه باختصار شديد سيكون المدافع الرابع اكثر منه لاعب وسط .. وهنا نري ان الكاميروني بل تشاتو لم يؤد دوره بمثل هذه الطريقة، اذ كان يميل الي التقدم في الكثير من الاحيان ليترك خلفه ثغرة واضحة نجح الغرافة في استغلالها اكثر من مرة ليخترق العمق ويقترب من مرمي حسين الرميحي في اكثر من محاولة لا سيما وان الغرافة كان يراهن اصلا علي هذا العمق في اختراقاته الهجومية مثلما اشرنا سابقا.
المشكلة في الارتكاز والظهيرين ولعل المشكلة القطراوية هذه لا تكمن فقط في مدي تنفيذ لاعب الارتكاز للدور المناط به بالشكل المطلوب وانما هي تكمن ايضا بالظهيرين ومدي نجاحهما في تنفيذ واجباتهما الدفاعية في محاولة الحد من خطورة هجوم مثل هجوم الغرافة. وفي الحقيقة فان الجهد الدفاعي لعلي جمعة في اليمين وخالد الزكيبا في اليسار لم يكن يتناسب مع المطلوب في مباراة من هذا النوع ..فلو تمسك هذان اللاعبان بواجباتهما الدفاعية بالشكل الصحيح لكانا قد اسهما بدور مهم في ارباك حسابات باكيتا من خلال خلق جدار دفاعي صلب ومتماسك امام المرمي. وما قلناه عن يونس محمود في الغرافة نقوله هنا عن سبستيان وعماد الحوسني في قطر .. فكلاهما كانا مراقبين بشدة، وهذا كان متوقعا جدا في هذه المباراة، لذلك كنا ننتظر من هذين اللاعبين ان يميلا كثيرا الي الاطراف لان ذلك سيوفر لزملائهم في الوسط امكانية التوغل والاختراق بحرية اكبر مثلما حدث في الدقيقة (83) عندما نجح جيمبا في تسجيل هدف فريقه الوحيد.
هل يقلبها القطراوي..؟ وفي الواقع فان حلولا مثل هذه تبدو ممكنة في قطر اكثر من اي فريق اخر بسبب من وجود لاعبين كبيرين في الوسط يتمتعان بحس تهديفي جيد وهما كريمي وجيمبا حيث ان بامكانهما ان يفعلا الكثير اذا ما احسن الفريق التعامل مع احداث المباراة بالشكل الصحيح ولا سيما مع دفاعات مثل دفاعات الغرافة. وفي تقديرنا ان بامكان فريق قطر ان يُحرج الغرافة كثيرا اذا ما تمكن من معالجة ذلك ونجح في الوصول الي الحلول المناسبة في مباراة الاياب خصوصا وان نتيجة المباراة الاولي تُبقي الابواب مفتوحة الي اقصاها امام جميع الاحتمالات.. كما ان القول نفسه ينسحب نحو الغرافة، اذ تبدو المعالجات ممكنة جدا لتحقيق ما هو افضل من هذا الذي حققه في مباراة الذهاب.
وما الذي حدث للسد..؟ ولا نختلف طبعا علي ان مباراة السد مع ام صلال، والتي انتهت بفوز الاول بهدف وحيد، كانت مباراة تكتيكية مغلقة تماما .. فقد كان واضحا ان كل من المدربين قد درس خصمه جيدا بحيث بدت المباراة مقروءة بكثير من التفاصيل وذلك ما جعلها تفتقر للاثارة وتقترب كثيرا من العقم التهديفي بسبب من محدودية الفرص التهديفية فيها.. ولكن، وبرغم كل هذه القراءة من كلا المدربين، الا انهما كانا قد وقعا بأكثر من خطأ. فالنسبة الي الدكتور حرمة الله مدرب السد فانه كان قد اكتشف بنفسه وبوقت مبكر مشكلة الفريق في وسط الملعب الذي هيمن عليه لاعبو ام صلال من خلال الكثافة العددية مثلما اكتشف ان وجود خلفان ابراهيم عند الجانب الايمن لا يخدم الفريق أبدا.. لذلك فقد لجأ الي الخيارالذي لا يحبذه الكثيرون وهو التبديل في منتصف الشوط الاول تقريبا عندما اراد ان يضرب اكثر من عصفور بحجر واحد فاصاب في ذلك فعلا رغم انه كان علي حساب احد لاعبيه المهمين الذي كان يمكن ان يكون له دور افضل في هذه المباراة ونعني به خلفان ابراهيم ..
التفريط بامكانات خلفان..! فالحل الذي لجأ اليه الدكتور حرمة الله لمعالجة مشكلة الوسط كان من خلال الزج بخليفة عايل ليلعب في مركز الارتكاز وهو ما كان مطلوبا جدا، غير ان ذلك جاء من خلال اخراج خلفان ابراهيم .. ومع اننا نتفق علي ان خلفان لم يكن قادرا علي فعل شيء مهم في المركز الذي زُج به عند الجانب الا اننا كنا ومانزال نري ان وجود خلفان كان لابد منه ولكن خلف المهاجمين وفي عمق الملعب وليس عند الاطراف .. فكلنا نعرف ان خطورة خلفان الحقيقية في تلك المنطقة التي يعرف جيدا كيف يتحرك فيها ليتسبب بالكثير من المشاكل لدفاعات الخصوم، لذلك كنا نأمل في ان يأتي التصحيح من خلال اعادة خلفان الي مركزه وان يصار الي الزج بخليفة عايل بدلا من لاعب اخر غير خلفان الا اذا كانت هناك اسباب او حسابات اخري يعرفها المدرب اكثر منا بكل تأكيد.
أم صلال خطر قائم وفي جميع الاحوال فإن أمام مدرب السد الكثير من الحلول الاخري التي يمكن ان يلجأ اليها للوصول بفريقه الي مستوي افضل في مباراة الاياب رغم اننا نعود لنؤكد بان مهمته قد لا تكون سهلة لان لفريق ام صلال طموحات كبيرة فعلا هذه المرة وهو يمتلك امكانات جيدة تؤهله لمزاحمة فريق كبير مثل السد حتي وان كان قد خسر مباراة الذهاب بذلك الهدف الوحيد وخصوصا اذا ما نجح في تجاوز ما وقع به من اخطاء خلال مباراة الذهاب تلك. اما الاخطاء تلك فهي لا تقتصر طبعا علي تراجع خطورة بعض لاعبيه المهمين مثل صبري لاموشي ويزيد قايسي وحتي مدافعه المهم عزيز بن عسكر وجميعهم كانوا بعيدين عن مستوياتهم الحقيقية التي كانت قد تُرجمت الي نتائج مهمة تحت قيادة مدربهم الفرنسي لوران بانيد الذي قادهم الي ثمانية انتصارات متتالية ولم يخسر معهم طوال القسم الثالث من الدوري سوي مرة واحدة فقط.
لوران لم يكن مقنعا..!! نقول ان اخطاء فريق ام صلال لم تكن بسبب تراجع امكانات بعض لاعبيه فقط وانما ايضا بسبب غياب المعالجات المطلوبة من المدرب نفسه .. صحيح انه كان قد نجح في امتلاك وسط الملعب في مواجهة فريق كبير مثل السد، لكن الصحيح ايضا هو ان ذلك كان علي حساب الجهد الهجومي للفريق لا سيما وان الفريق كان يلعب برأس حربة وحيد العادة وهو موسي نداي الذي كان يجد نفسه وحيدا في الامام بعد ان ابتعد عنه كثيرا زميله لاموشي وكذلك يزيد قايسي واحناش ليتسبب ذلك في تهميش خطورة نداي ان لم نقل في غيابها تماما طوال شوطي المباراة دون ان يتمكن او يسعي لوران الي معالجتها رغم انه كان يمتلك بعض الحلول المناسبة جدا مثل الزج بمهاجمه الاخر اسماعيل العجمي الذي نري انه كان مناسبا جدا لمثل هذه المباراة بسبب مما يتمتع به من سرعة وهو ما كان يحتاجه الفريق ولا سيما في الشوط الثاني عندما اذ كان الزج به الي جانب نداي سيخلق مشاكل كثيرة لدفاعات السد لا سيما بعد ان اصبح لاعبو السد يميلون كثيرا للتقدم بمن فيهم كوني ومسعد الحمد بحيث تسبب ذلك بثغرة واضحة في الجانب الايمن من دفاعات السد ولكن دون ان ينتبه اليها مدرب ام صلال رغم كل ما يتمتع به من حنكة تدريبية واضحة .. نقول ذلك ونحن ندرك جيدا بان كلا المدربين كانا قد توقفا كثيرا عند مثل هكذا ملاحظات وهو ما يجعلنا نبحث بترقب كبير عما يمكن ان يلجأ اليه من حلول او معالجات خلال مباراتهما غدا وصولا الي الحسم الذي لم يحدد حتي الان هوية الفريق الاجدر بالتأهل منهما تماما مثلما هو الحال ايضا مع فريق الغرافة وقطر اذ ان لكل منهما فرصته المهمة سوي بالنسبة للاول الذي سيحتاج الي التعادل قط او بالنسبة الي الثاني الذي نجزم بأنه يمتلك ما هو افضل من هذا الذي قدمه في مباراة الذهاب وفقا لمسيرته التصاعدية التي جعلته بطلا للقسم الثالث من الدوري.