د. الهاجري: منهجيتي في العمل ترتكز على المشاركة في الآراء وعدم إغفال التحديات
منذ أن تفتحت عيناه على الدينا في خمسينيات القرن الماضي بمنطقة الريان الجديد، ادرك الدكتور خالد كليفيخ الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطر حاليا، ان النجاح في الحياة يحتاج الى بذل جهود مضاعفة، وان العمل الجماعي هو سر هذا النجاح، كما لم يغفل حقيقة ان العلم هو النور الذي يهتدي به لتحقيق طموحاته.
من هذا المنطلق، كافح الدكتور الهاجري وواصل تعليمه من المرحلة الابتدائية في مدرسة الريان الى الاعدادية والثانوية في الصناعة، وكانت أولى رحلاته التعليمية الى مصر في عام 1975 ليحصل على اول شهادة جامعية بين شهاداته الثلاث، فحصل اولا على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 1980، ليعود الى الدوحة ويلتحق بالعمل في المؤسسة العامة القطرية للبترول ليبدأ السلم الوظيفي من اولي درجاته حتى أصبح مديرا لإدارة الهندسة والصيانة بالعمليات البرية في دخان .. بعد قليل تبدا محطته الثانية مع الشهادات العلمية ولكن وجهته هذه المرة كانت الي بريطانيا لدراسة الماجستير في ادارة الأعمال ، وبعد حصوله على الماجستير كانت شركة رأس غاز في البدايات الأولى لإنشائها فكان من اوائل العاملين بها والذين ساهموا في إنشائها... وتكون جامعة روبرت جوردن بابردين في اسكوتلندا محطته العلمية الثالثة حيث حصل منها على الدكتوراه في إستراتيجية التطوير التجاري في مجال الغاز الطبيعي المسال.
هذه الرحلة الطويلة مع التحصيل العلمي والاكاديمي لم تأخذه من العمل الوظيفي الذي ظل متفانيا مخلصا له حتي جاء بيت التجار ليعرض عليه الاستفادة من خبراته فالتحق للعمل مديرا عاما لغرفة تجارة وصناعة قطر في بدايات عام 2007 .
خلال هذه الرحلة كانت هنالك محطات عديدة توقف عندها د. الهاجري واستفاد منها الكثير، فالمحطة الاولى كما يقول كانت في ممارسته لكرة القدم في بداية شبابه، يقول: "لعبت في نادي السد الرياضي في مطلع السبعينات، وكان معي من اللاعبين بعض الشخصيات مثل محمد بن حمد العطية وعلي ابراهيم العلي وناصر مبارك العلي ومحمد مبارك العلي والشيخ حمد بن عبد الرحمن ال ثاني، واذكر من المدربين ، سالم سر مشيرا الى انه تعلم من كرة القدم المنافسة الشريفة والتحدي والاستعداد والصحة والنشاط والعمل الجماعي، "فكرة القدم لعبة جماعية وتعلمت معها كيفية التعامل مع المجموعة".
ويضيف: "عندما ذهبت الى مصر في عام 1975 للدارسة، واصلت اللعب مع فريق الجامعة، اما المرحلة الثانية فكانت وصولي الى اتحاد طلبة الجامعة، وكنت اول طالب وافد يصل الى الاتحاد الطلابي لانه لم يكن مسموحا للوافدين بدخول اتحاد الطلبة، لكنني حصلت على استثناء لانني لاعب كرة قدم".
درس د. الهاجري الهندسة الميكانيكية في جامعة حلوان وتخرج في عام 1980 ، ثم عاد الى الدوحة والتحق للعمل في المؤسسة العامة القطرية للبترول، وتحديدا في دخان التي شكلت المحطة الثالثة في حياته، يقول: " عملت في البداية كمتدرب حتى وصلت الى مدير دائرة الهندسة والصيانة، وكانت في دخان اكبر دائرة تابعة للمؤسسة العامة القطرية للبترول وكان ذلك في عام 1990".
المحطة الرابعة كانت في بريطانيا لاكمال الماجستير من جامعة برونيل في ادارة الاعمال ، حيث تخرج منها في العام 1994 ،وكانت المحطة الخامسةهي الالتحاق بالعمل في راس غاز كاول مدير لتنسيق العمليات ، وكان هذا عام 1995 ، ثم تم اختياره رئيسا للفريق الملكف بعمل التنظيم الهيكلي لراس غاز، وفي عام 1996 عين مديرا للعمليات البرية والبحرية بالشركة.
وكان الدكتور الهاجري يتسلم مهام المدير العام عند غيابه او سفره للخارج، وكانت له اسهامات كثيرة في تطوير راس غاز، وشارك في اجتماعات مختلفة ومؤتمرات للغاز والغاز المسال، كما قدم محاضرات في عدة مناسبات.
المحطة السادسة كانت في المملكة المتحدة لدراسة الدكتوراة، والتي حصل عليها في العام 2003 في استراتيجية التطوير التجاري في مجال الغاز الطبيعي المسال من احدى الجامعات العريقة في اسكوتلندا.
هنا كانت المحطة السابعة في رحلة الدكتور الهاجري، وتمثلت في استلامه لدفة القطاع الخاص كمدير عام لغرفة تجارة وصناعة قطر، حيث ما يزال يحتفظ بهذا المنصب الهام منذ عام 2007، ويقول: " العمل في غرفة تجارة وصناعة قطر له نكهة خاصة، فالقطاع الخاص يعتبر داعما أساسيا للاقتصاد الوطني، ومسؤولية ادارته ليست بالمهمة السهلة، لذلك فان حجم العمل كبير، خاصة مع وجود العديد من العقبات التي تقف امام تطور القطاع الخاص، ونسعى دائما الى حلها بالتعاون مع الجهات المعنية".
مثل الدكتور الهاجري القطاع الخاص الخليجي في العديد من المناسبات، حيث تم اختياره من قبل الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة بدول مجلس التعاون ممثلا للاتحاد في الاجتماعات واللقاءات المشتركة مع الاتحادات والغرف الاوروبية، وكان اخرها مشاركته مع الامين العام لاتحاد الغرف في المناقشات مع الغرف الاوروبية في فرنسا، حيث القى محاضرة نيابة عن القطاع الخاص الخليجي.
عندما تسلم الدكتور الهاجري ادارة غرفة تجارة وصناعة قطر كانت لديه استراتيجية في تطوير القطاع الخاص، تقوم على دراسة نقاط القوة والضعف، والكيفية الصحيحة لمساهمة رجال الاعمال في تطوير المشروعات في قطر، وبحث المشاكل التي يمكن ان تؤثر على التطوير، ومساهمة القطاع الخاص في النهضة.
يقول د.الهاجري: " نظمنا مؤتمر الشركات العائلية عندما وجدنا ان هنالك حاجة للتركيز على هذا الموضوع، حيث ان نسبة الشركات العائلية في قطر تصل الى 96% من الشركات المسجلة في الغرفة، فأردنا من خلال المؤتمر ان نوضح أن استمرارية الشركات تتطلب تحويلها الى مساهمة عامة، او التكاتف فيما بينها".
وتعمل ادارة الغرفة من خلال مجلس ادارتها ومديرها العام ولجانها القطاعية، على دراسة الفرص المتاحة امام القطاع الخاص القطري، وحل العقبات التي تعترض مسيرته بالتعاون مع الجهات المعنية ومن خلال النقاشات مع المسؤولين، ومثال ذلك اللقاء التشاوري الاول مع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني، حيث تم خلال اللقاء طرح القضايا والمشاكل التي تعترض القطاع الخاص.
ويقول الدكتور الهاجري ان القطاع الخاص في قطر حيوي مجتهد وله اساس، مشيرا الى ان مجلس الادارة في الغرفة يدرك تماما حجم العمل المطلوب ويهتم بجميع القضايا التي تهم القطاع الخاص.
وامتدح الدكتور الهاجري مجلس ادارة الغرفة برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد ال ثاني، وقال ان رئيس الغرفة يعطي كل وقته للقطاع الخاص ويبذل جهودا كبيرة في سبيل تطويره، كما ان مجلس الادارة متجانس ويعمل بروح الفريق الواحد كل في مجال اختصاصه، مثلما تقوم اللجان القطاعية بواجبها في دراسة كافة المشاكل التي تواجه القطاع الخاص وطرحها للنقاش بهدف حلها.
يحاول الدكتور الهاجري ان يمنح خلاصة تجربته في قطاع الطاقة لافادة القطاع الخاص، ويقول ان تطلعاته المستقبلية ترتكز على كل ما يسهم في تطوير القطاع الخاص، بحيث تبقى قطر دائما في مقدمة البلاد المتطورة من جميع النواحي، ويقول: "لدينا قيادة حكيمة وسياسة حكيمة من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وولي عهده الامين الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، وهنالك عمل كبير تقوم به سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الامير، اضف الى ذلك جهود معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني وكافة الوزراء، فالكل متفهم ويدرك تأثير العلاقات السياسية على النواحي الاقتصادية، وبالتالي فان على القطاع الخاص ان يستفيد من سمعتنا الخارجية في تطوير نفسه وتعزيز مشاركته في التنمية الشاملة، مضيفا: "اتمنى ان تتطور قطر للافضل وان تكون مساهمة القطاع الخاص اكبر".
واخيرا يقول الدكتور الهاجري ان منهجيته في العمل ترتكز على مشاركة الاخرين في الاراء وعدم اغفال التحديات الخارجية.