إنسان متعجرف ... مغرور ... متعالي ... دائما وأبدا ما يشتكي منه الصحفيين والإعلاميين وبعض اللاعبين بسبب أسلوبه الفج في التعامل معهم، بالإضافة إلى انه لا يفعل الكثير مع فريقه الأهلي ... فأي مدرب يملك هذه المجموعة من اللاعبين يستطيع فعل ما يفعله جوزيه ... "ويمكن اكتر شوية كمان".
وقبل أن يهاجمني البعض لجرأتي في مهاجمة "عظمة السيد جوزيه"، دعوني اسرد لكم قصة قصيرة ستثبت لكم مدي الغرور والعجرفة والتعالي الذي يتسم بهم هذا المدعو جوزيه.
منذ أيام قليلة، تفضل المدير الفني للنادي الأهلي بترك تدريبات الفريق اليومية والتي من المفترض أن تكون جزء من عمله اليومي ويتقاضى عليها آلاف الدولارات شهريا حتى أن مرتبه السنوي يكاد أن يقترب من 4 مليون جنيه، وهم بالذهاب إلى معهد سرطان الأطفال في وقت من المفترض انه يكون ضمن ساعات عمله داخل النادي.
قام جوزيه "المتعجرف" بزيارة مرضي السرطان من الأطفال في المعهد ورافقه خلال جولته الدكتور شريف ابوالنجا مدير المعهد، وعندما هم جوزيه بالانصراف توجه بالسؤال إلى مدير المعهد حول ما إذا ما كان المكان يحتاج شيئا آو إذا كانت هناك معدات تنقصه، فابلغه الدكتور ابوالنجا أن المعهد بالفعل ينقصه جهاز أشعة هام لا يستطيع تغطية نفقاته التي تتعدى 68 ألف يورو (أي ما يزيد عن 600 ألف جنيه مصري).
لو افترضنا عزيزي القاري أن أي أحد آخر من المقتدرين في مصر في مكان "الأخ" جوزيه، ووضع في مثل هذا الموقف ... ماذا سيكون رده؟
جلست أفكر ورأيت أن الردود المتوقعة لن تخرج عن الاحتمالات الآتية:
1-أن يكون الرد طبيعيا وتلقائيا للغاية حتى أن نسبة الذين سيجيبون بهذا الرد ستصل إلى 80%، وسيكون الرد " ياه ... ده غالي آوى ... أتمنى انكوا تقدروا تشتروه قريب."
2-أن يكون الرد غير طبيعي قليلا ونسبة الذين سيجيبون بهذا الرد لن تزيد عن 19 %، وسيكون الرد " ممم... ده غالي شوية ... بس أنا اقدر أساهم في تمنه... وادفع النص مثلا."
3-أن يكون الرد غير طبيعي وغير تلقائي علي الإطلاق ونسبة الذين سيجيبون بهذا الرد لن يزيدوا عن 1% بآي شكل من الأشكال وسيكون الرد " لا ... متشلش هم يا دكتور .. أنا هتكفل بكافة مصاريف الجهاز تماما... ابعت أنت بس اشتريه من برة وابعتلي الفاتورة."
للآسف رد "المغرور" جوزيه علي مدير معهد سرطان الأطفال لم يكن من أي من هذه الاحتمالات، إجابته كانت ببساطة انه عاد بالجهاز مع عودته الأخيرة من أجازته البرتغال ثم أرسل الجهاز إلى المعهد!
وأنا أتسأل الآن بالفعل ... من أنت يا مانويل يا جوزيه؟ لقد هاجموك بشتى الطرق حتى ترحل وبالعربي "تزهق وتطفش من البلد"... ولكنك بقيت متمسكا بفريقك حتى النهاية علي الرغم من انه ليس من وطنك وليس من بلدك.
حتى لو قلنا أن تمسكك بفريقك يرجع إلى خوفك من خسارة مرتب سنوي لن تحلم به في أي بلد آخر حتى في بلدك ومسقط رأسك البرتغال، ما الذي جعلك تسافر وتكلف نفسك اكثر من نصف مليون جنيه لتشتري جهازا طبيا لبعض المرضي الذين ليسوا من وطنك ولا يربطهم شيئا بك؟
اترك الإجابة لك عزيزي القارئ ... مهما كانت ميولك أو اتجاهاتك... فالإنسانية ليس لها ألوان.